كيف نختار التخصص الجامعي؟

يشعر كثير من الطلاب بعد النجاح في الثانوية العامة بالحيرة حول موضوع التخصص الجامعي، فلا يعلموا هل يقومونَ بالبحث عن التخصص الجامعي الذي يناسب اهتماماتهم أم يمكن قبولهم به بناءً على معدلهم أم يبحثونَ بناءً على أسعار الساعات لكلّ تخصص، أم بناءً على التخصصات الأكثر طلباً في العصر؟

النصيحة الأولى دائماً هي اتّبع شغفك، إن كنتَ تحبّ العلوم اذهب للتخصصات العلمية كالهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها، وإن كنتّ من محبيين مادة الأحياء وتشعر بأنّك إنسان ذو قلب قوي فعليكّ بالطبّ والتخصصات التي تندرج تحته كالتمريض والتحاليل الطبية، وإن كنتَ ترغب في الجانب الصحي لكن بعيداً عن الطبّ والتمريض يمكنك اختيار تخصص آخر كالصيدلة، الطبّ في الصيدلة، المختبرات، التغذية وغيرها. أمّا إن كنتَ من الأشخاص المهتميين في الجانب الأدبي أكثر من العلمي فتوّجه لإحدى كليّات الآداب أو اللغات أو الشريعة أو القانون واختر من تخصصاتهم المختلفة بينَ اللغةِ العربيّة والإنجليزية واللغات والشريعة والتاريخ والجغرافيا وغيرها الكثير، ولا تنسى معهد علوم الأرض إن كنتَ إنسان مهتم بالجيولوجيا والفلك وما إلى ذلك، ولو كانت اهتماماتك في عالم الأعمال فكليّة الإقتصاد هي الخيار الأمثل لك، أمّا إن كنت من الأشخاص ذوي التركيز العالي ومحبيين التكنولوجيا والبحث في المستقبل والبرمجة والذكاء الإصطناعي وكلّ ما له علاقة بهم فعليكَ التوّجه لكليّة تكنولوجيا المعلومات بدون تردد. وبعيداً عن هذه المجالات كلّها هناك التخصصات الفنية كالعمارة والتصميم الداخلي وتصميم الأزياء والديكور والفنون الجميلة وتنسيق الزهور والموسيقى وغيرها الكثير والكثير من التخصصات التي يمكنك اختيارك ما يناسبك منها.

أمّا النصيحة الثانية فيتم تقديمها لمن ليس لهم شغف في مجال معيّن، فهؤلاء الأشخاص ننصحهم دائماً باللجوء إلى التخصصات الأكثر طلباً والبعد عن التخصصات الراكدة، على سبيل المثال نعيش اليوم حالة من الحاجة لتخصصات تكنولوجيا المعلومات بكافّة أشكالها خاصة بعد المرور بجائحة كورونا، حيث يتسابق القطاعات لإدخال أعمالهم إلى العالم الرقمي وتحويل عملياتهم الروتينية إلى عمليات إلكترونية، وتأتي هنا تخصصات كثيرة مثل علم الحاسوب، نظم المعلومات الحاسوبية، الذكاء الإصطناعي، الأمن السيبراني، الحوسبة السحابية، هندسة البرمجيات، علم البيانات، وغيرها. ولا شك أنّ مخرجات التخصصات التكنولوجية تحتاج إلى تسويق إلكتروني لدعمها، فتأتي هنا الحاجة لتخصصات كلية الأعمال مثل التسويق الإلكتروني، الوسائط المتعددة، التصميم الجرافيكي، إدارة المشاريع، وغيرها.